Translate

الأحد، مايو 15، 2011

فضل من الله

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:


  فإن الأُمم كالأفراد يعتريها أحياناً فترات من الضعف والتخلف
 وتغمرها غاشية من الغفلة والركود، وتشيع في أرجائها مظاهر ساذجة من الجاهلية غير عقلية ولا ناضجة وتصرفات رعناء للعامة الذين قد يؤثِرون في تفكير الخاصة، فتترك الأُمة العمل بالجوهر النقي، وتترجع عن تحقيق الغايــــة والهدف، وتعنى بالقشور والمظهر الأجوف، حتى يكاد يصبح ذلك المظهر السَّمج من الدين، والدين منه براء، ويعظم نشاط أهله، حتى لكأنهم يمثّلون الدين، وهم عن الدين الحقيقي بُعداء.




 وإذا ما تكلم نــاصح، أو تــألم مخلص، أو اندفع غيور يــدافع عن حرمـات الله، سرعان ما اتهمه العوام والسطحيون – وهم مع الأسف أكثرية- بالمروق والشذوذ والعمالة لفئة ما، وعدّوا أنفسهم أهل الملة، وسدنة الشريعة وحماة الإسلام.


 وعلى هذا النحو مرت بالمسلمين في فترات حكم الطغاة زمن حجب فيه صفاء الإسـلام وبساطته ونقاؤه وجوهره وقوته الحقيقية.


 ولكن فضل الله على أُمة الإسـلام كبير، إذ حفظ للمسلمين أُصول الشريعة في القرآن والسُنّة الصحيحة، حتى تظل الشريعة حجة على العالم، وحكماً فصلاً في التنازع البشري، فلا تتعكر بانحرافات الناس، وبخاصة العوام، ولا تتأثر بمؤثرات الزمان، حفظاً لشعلة الحق أن تنطفئ، ولميزان العدالة أن ينخفض، ولبرج الصلاح أن ينهــدم وينهــار: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق